طلبة نيوز
إبراهيم العظامات:
أحدثت محاضرة "مستقبل الأزمة السورية" للدكتور وليد عبدالحي أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك/المهتم بالدراسات المستقبلية "مجموعة من الصدمات" لدى الجمهور الذي استمع لها في منتدى عبدالحميد شومان الاثنين 6/1/2014، وأدارها الدكتور زيد حمزة وزير الصحة الأسبق الذي "تفاجأ" أيضاً بـبعض "المعلومات التي أوردها المحاضر عن إيران"، فـ"الصدمات" جاءت في "صُلب" المحاضرة وفي "هوامشها".
الصدمة الأولى كشفتها "الهمهمات" التي خرجت من حناجر "الجمهور"؛ لتؤكد "عدم معرفة الجمهور الأردني بإيران خاصة "مكانتها البحثية- العلمية" الصاعدة.
ويبدو أن الجمهور "النخبوي" "صُدِمَ" بعد سماعه "عبارة" أن: "إيران تحتل المرتبة الأولى عالمياً في معدل النمو في الإنتاج العلمي المنشور"، ويضيف الدكتور عبدالحي: "أن إنتاج إيران (العلمي) يتضاعف كل ثلاث سنوات" فضلاً عن أن "معدل نموها في الإنتاج العلمي يصل الـ(11) ضعف المعدل العالمي"، وتلحق بها في المرتبة الثانية اليابان. وتحتل الجمهورية الإسلامية الإيرانية "مراتب متقدمة في معظم الفروع العلمية" البحتة والتطبيقية في المرتبة الـ (17) عالميا (تتراوح بين المرتبة 13-28) في: الكيمياء، والنانوتكنولوجي، والتكنولوجيا النووية، وتكنولوجيا الفضاء، والحاسوب، والطب، والرياضيات، والفيزياء، وفق ورقة بحثية منشورة سابقا أعدها الدكتور وليد عبدالحي لمركز الجزيرة للدراسات بعنوان: "بنية القوة الإيرانية وآفاقها". أورد منها "شذرات" وهو يناقش موضوع محاضرته في "شومان"
"حديث الصدمة والترويع" للباحث المهتم بالدراسات المستقبلية يستمر حول إيران- الحليف (العنيد) للنظام السوري- فيقول الدكتور عبدالحي: "أنهكتي إيران" دراسةً وبحثاً. إيران الجار: (الخصم، والحليف) للوطن العربي: "أنفقت على البحث العلمي عام 2011 (6.3) مليار دولار"، بالرغم من "معدل الإنفاق الدفاعي هو الأقل بين دول المنطقة"، إضافة إلى أن بعض جامعات إيران مثل جامعة الإمام الخميني الدولية: "تطرح برنامج الدراسات المستقبلية" خلافا لمعظم الجامعات العربية.
حديث "الصدمة والترويع" توالى على مدار ساعة ونصف بحضور سفير عربي، ووزراء سابقين، ورجال سياسة وثقافة، وأساتذة جامعات، وطلبة، أضاف فيه الدكتور عبدالحي: أن مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران: "حدد رؤية العام 2025 لتكون إيران "قوة مركزية" (أي الدولة الأولى) في إقليم جنوب غرب آسيا الذي يضم (25) دولة" لتنافس بقوة: تركيا، وباكستان، وإسرائيل، والسعودية، ومصر، والعراق. وألمح في أكثر من موقع أن إيران: لا تتصرف مذهبيا، بقدر ما تتصرف استراتيجيا وفق مصالحها في سياسة "المنافسة الصحية"، و"ليس الصراع" حسب ما تؤكد بياناتها الرسمية.
وفي "متن المحاضرة" جاء الحديث عن البُعد الإقليمي الذي يعمل لصالح النظام السوري كان حاضرا فيه: "تنامي المكانة الإيرانية، وتراجع مصادر القوة الأمريكية". حديث "المتن" يستمر في المحاضرة ليتناول الحديث عن النقاط التي تعمل لصالح أو ضد النظام السوري داخلياً (محلياً)، وعربياً، وإقليماً، ودولياً، وكذلك التي تعمل لصالح أو ضد المعارضة داخلياً، وخارجياً، وفي هوامشها: موقف وموقع الحليف القوي للنظام السوري أي إيران.
ويختم الدكتور وليد عبد الحي محاضرته: "أن اتجاه أغلب المؤشرات تعمل لصالح بقاء النظام السوري، وربما يضطر النظام لإجراء تغييرات، وستنكفئ سوريا على ذاتها بعد وقف القتال لترميم وضعها الاقتصادي".
"الصدمة الكبرى" أن المستفيد الأكبر من "الأزمة السورية"، هي "إسرائيل"، فـ"إسرائيل تسترخي"، وتتأمل الخريطة العربية المهشمة، و"تأمل في مفوضات سورية-إسرائيلية" تقطف ثمارها المزيد من التنازلات.
يتوافق ما يقوله الدكتور عبدالحي، مع ما يريده الرئيس الإيراني حسن روحاني -أن كان في مكان وزمان آخرين- من العام الجديد 2014 -وفق مقال مترجم نشرته في صحيفة الغد- يريد الرئيس الإيراني: "الاضطلاع بالدور العالمي الكبير الذي تستحقه بلده، الدور الذي لا يتجاهله أي طرف فاعل في العالم، بعد أن اقتربت ديمقراطيتنا الدينية من النضوج، بفضل الثقافة الإيرانية، والموقع الجيوسياسي، والشباب الجيد التعليم، والاستقرار الاجتماعي وسط المنطقة المضطربة".
وعن الاستقرار يقول الدكتور عبدالحي في "حديث الترويع": "لا توجد دولة عربية واحدة في عام (2013) دخلت ضمن تصنيف الدول المستقرة"، فـ"استنادا إلى خمسين مؤشرا تعتمدها مؤسسة مابليكروفت (maplecroft) لقياس درجة الاستقرار السياسي للدولة"، وفي التفاصيل أن "تسع دول تقع ضمن تصنيف الدول متوسطة الاستقرار" ومن بينها الأردن، وفي معظمها دول صغرى: مساحة وسكاناً؛ باستثناء المغرب والسعودية. ويصنف "مؤشر الاستقرار السياسي العالمي" –وفقاً للمحاضر- بقية الدول العربية التي تضم (76%) من سكان الوطن العربي بأنها "دول غير مستقرة بنسبة عالية أو عالية جداً". مؤكدا أن "عوامل عدم الاستقرار عوامل هيكلية" تستمر لفترات طويلة.
يبدو أن "عدم المعرفة" "الشعبية" وحتى "النخبوية" حول إيران سببه أو جزاء من أسبابه، هو "الجهل" الرسمي بتنامي مكانة إيران" حسب ما يقوله الكاتب الصحفي طارق مصاروة في الرأي 14/1/2014- مرحباً بزيارة متوقعة لوزير الخارجية الإيراني-: "علينا بكل صراحة أن ننبه إلى وجود سفير إيراني نشيط في عمّان، وأن تجربتنا في ابتعاث سفراء من طراز رفيع إلى طهران لم تكن ناجحة، فاثنان منهما بقيا أكثر من سنتين في طهران، ولم ينالا (حظوة) مقابلة أي موظف في قسم الشرق الأوسط بالخارجية الإيرانية!!. واعتذر الاثنان عن إتمام مهمتهما في طهران!!".
بقي أن نقول: "سقطت" بغداد منذ عقد في "حضن" طهران، ودمشق "مثخنة" بالجراح لعقد قادم "بتدخل" طهران، بينما "تتابع" طهران "معاناة" خصمها السابق وحليفها الحالي؛ لـ"تؤسس" لصعود قادم عبر عقود، دون أن نعي أن أزمتنا كانت، وستبقى: "التعليم، والديمقراطية".
14/01/2014
علِّق